حُرم خيال علمي اصبح حقيقة !!
حُرم الكثيرون من الناس رؤية هذا العالم منذ أن وُلدوا، أو بعد فترة عاشوها وحدث ما أضعف أبصارهم، ومن الصعب – كما نعلم – أن يعيش الإنسان بهذه الطريقة المؤسفة، فكم من مشهد جميل في هذه الحياة يُحرم منه، وكم من عثرة يمكن أن تعترض طريقه دون أن يشعر بها، وكم من وجه تبسم له فلم يرَه، إنها حياة صعبة بلا شك وان لا يكون الانسان يملك البصر فهذا شيئ صعب جدا على اي شخص .
ولكن التكنلوجيا لم تترك شيئا الا وفكرت به وقامت باختراعه وتصميمه , طبعا فهذه الاله تشبه النظارة كما هو مبين لنا في هذه الصورة و لقد كان هذا الأمر محض خيال علمي، لكن الجهود المتواصلة أوصلته إلى ما هو عليه من إبداع، وتم تجريبه بالفعل على سبعة أشخاص من بينهم Larry Hester ذو الثلاثة والستين عاماً، وقد انتشر عدد من مقاطع الفيديو التي تحكي قصته وتريك ردة فعله في أول مرة رأى فيها النور بعد ثلاثة وثلاثين عاماً من الظلام الدامس الذي لا يرى فيه شيئاً.
“نعم، يا إلهي، نعم!” كانت أول جملة يرددها Larry عندما تم تفعيل العين الآلية التي كان من أول من يجربها في العالم، وكان ذلك في Duke Eye center في ولاية Carolina، بمساعدة الطبيب Hahn الذي شارك لاري وزوجته فرحتهما عند أول نظرة أصبح لاري مبصراً فيها، كانت سعادته كبيرة، وشعر بأنه محظوظ جداً لحصوله على مثل هذا العلاج الفريد.
قام الباحثون في مركز Duke Eye بصناعة هذه العين بشكلها البدائي، ثم اكتسبت موصفاتها النهائية وبنيتها المعقدة بمساعدة شركة Second Sight Medical Product، لكنها للأسف لن تعيد البصر الطبيعي للإنسان، وبدلاً عن ذلك توفر قدرة على تمييز الحائط من الباب، ورؤية الخطوط التي يعبر عليها المشاة في الطرق العامة، ومثل هذه الاشياء، أي تمكن المريض من التعرف على الألوان بشكل خفيف، وتمييز الأشكال بعض الشيء، لكنها بالتأكيد لا توفر الرؤية الواضحة التي تقدمها أعيننا.
كيف تعمل هذه العين الآلية؟
في العين الطبيعية تقوم العصي والمخاريط (خلايا عصبية تستقبل الضوء) بتحويل الضوء إلى إشارات كهروكيميائية تُرسل عبر العصب البصري إلى الدماغ، حيث تُحول إلى صور، لكن عند المصابين بالعمى تكون معظم هذه الخلايا عاطلة عن العمل، مما يعني أن الخطوة الأولى في عملية الرؤية ستفشل..
وبالتالي لن يتم إرسال الإشارات الكهروكيميائية إلى الدماغ، ولن تتم رؤية أي صورة، إلا أن هذا النظام (العين الآلية) يتمكن من تجاوز هذه المشكلة بتجاوز دور الخلايا العصبية المستقبلة للضوء كلياً.
تقوم الكاميرا المثبتة إلى نظارات المريض بالتقاط المشهد المتحرك الذي يراه، ويُرسل هذا الفيديو الذي تم تصويره إلى جهاز كمبيوتر محمول صغير يحمله المريض، حيث يتم استقباله، معالجته، وتحويله إلى أوامر تُعاد من جديد إلى النظارات الإلكترونية للمريض، ثم تُرسل هذه الأوامر إلى مستقبل حساس يُزرع في العين بطريقة ما..
فتنتقل هذه الأوامر إلى قطب كهربائي يُصدر نبضات كهربائية صغيرة تحمل التعليمات التي أرسلها الكمبيوتر الصغير المحمول، وهذه النبضات تتجاوز الخلايا المستقبلة المصابة، وتحفز خلايا الشبكية السليمة المتبقية، فتنتقل الإشارات إلى الدماغ عن طريق العصب البصري مما يمكن المريض من الرؤية أخيراً. وبالطبع، يحتاج المريض فترة حتى يتعلم تفسير نمط الرؤية الذي يرى بواسطته.
وألوم العلم الحديث – يائساً – على نظرته المادية البحتة، فتكلفة العملية التي يتم بواسطتها زرع المستقبل الحساس في العين، وإعادة تأهيل المريض حتى يتعرف على طريقة التعامل مع الجهاز هي 200,000 دولار! مبلغ لا يُستهان به، ولا يمكن للجميع القيام بهذه العملية على هذه الحال.
تعتبر هذه الطريقة الرائعة في العلاج إحدى أنواع التكنولوجيا التي زادت من حواس الإنسان، ولن نكون مبالغين إذا قلنا أن التكنولوجيا ستكون عين الإنسان وأذنه، وفمه الذي ينطق به، وكل حواسه، وقد حدث مثل ذلك بالفعل.
فقد ظهرت الأيدي الآلية التي تتقل لك حس اللمس، كما استطاع البعض رؤية الالوان عن طريق السماع Neil Harbisson، ويساعد العلاج الجيني في زيادة فعالية القوقعة (الطرق السمعية) لدى الصّم.
بناءً على هذا لن يكون “الإنسان ذو الأعضاء الآلية” حلماً بعيداً في المستقبل، فقدرة العلم جبارة، وطريقه ملئ بالمجدين ممن يحبون خدمة البشرية، لكن بسعر باهظ قليلاً
إليكم هذا الفيديو الذي يعرض شرحاً مبسطاً عن طريقة عمل العين الآلية..
المصادر : 1
إرسال تعليق