قد يكون الضحك الكثير جيداً لصحّتك وحمايتك مِن أمراض القلب. فيمكن لانفجار مِن الضّحك زيادة معدل ضربات القلب، وتحسين الدورة الدموية، وزيادة التنفّس وإيصال الأكسجين بشكل أفضل للجسم وخفض مستوى هرمونات التوتر. الضحك هو شكل مِن أشكال الهرولة الداخلية، موفراً فوائد للقلب مماثلة لتلك التي يتمّ الحصول عليها مِن ممارسة رياضية روتينية.
ولكن هناك أيضاً فوائد نفسية مِن الضحك. يساعد الضحك الأشخاص على تحسين نظرتهم للحياة، وربما رفع الشخص مِن الاكتئاب. الضحك هو واحد مِن العوامل المفيدة لمكافحة الآثار السلبية للإجهاد والمرض، وتمكّن الشخص مِن الاسترخاء. كما يساعد حسّ الفكاهة على تقليل القلق والمخاوف للشخص، وتمكّن الفرد مِن مواجهة المشكلات مع زيادة الإبداع والمرونة، وتخفيف حالة التوتر.
إنّ حسّ الفكاهة هو نكهة الحياة، ويضيف الحياة والألوان للمحادثة، ويساعد الشخص على التواصل مع المستمع والحفاظ على مشاركته. ولأنّ الضحك يمكن أن يكون معدياً، فهذا يجعل منه وسيلة لخلق رابطة بين الناس في غرفة واحدة.
إنّ العاملين في مجال الصحة يعرفون قيمة الضحك للحدّ مِن الألم، وتعزيز التعافي وإشراق الحياة في عيونهم. إنّ المرضى الذين تلقّوا العلاج في المستشفى مِن خلال مشاهدة الأفلام الكوميدية الفكاهية وبرامج "الكاميرا الخفية" وقراءة النكات، هم أكثر استرخاء وسرعةً للاستجابة، وينامون بشكل أفضل، ولديهم أقلّ طلبات مِن العاملين في المستشفيات. وقد وجد الدكتور لي فيرك أنّ الأشخاص الذين يشاهدون أشرطة فيديو كوميدية بانتظام لديهم انخفاض ملحوظ في الكورتيزول (هرمون التوتر)، وانخفاض مستويات ضغط الدم، وتقلّ احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية مع مرور الوقت، ويتمتّعون بنشاط مرتفع في المقاومة لأمراض الخلايا المناعية.
يمكن للعلاج الفكاهي تحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون مِن مشاكل مُزمنة. ادّعى الدكتور نورمان أنّ 10 دقائق مِن ضحك المعدة المتين يعمل على تخفيف التهابات حالته ويمنحه ساعتين من النوم المريح بدون ألم. وجدت الدكتورة كاثلين ديلون أنّ اللذين استخدموا العلاج الفكاهي كوسيلة للتعامل مع مواقف الحياة الصعبة كان لديهم أعلى مستويات مِن الغلوبين المناعي أ (إيغا). واختتمت كلامها قائلة بأنّ المواقف البهيجة باستمرار تعزّز قوّات الجسم المكافحة للأمراض. وهناك أيضاً قيمة تعزيز حقيقية للصحة في تذكّر الأحداث اللطيفة والمرِحة مِن الماضي.
بعد إجراء المقابلات مع أكثر مِن 50 مِن المعمّرين مؤخّراً، أفاد دان بوتنر أنّه لم يكن هناك أيّة شكوى بين المجموعة كاملة. إنّ الذين عاشوا فترة طويلة كانوا فرحين يتمتعون بحسّ فكاهي جيد. ينبغي للمسيحيين أن يكونوا فرحين "والصّدّيقون يفرحون. يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحاً" (مزمور 68: 3) وأن نعرف أنّ هناك أوقات مناسبة للضحك "للبكاء وقت وللضّحك وقت. للنّوح وقت وللرقص وقت" (جامعة 3: 4). الضحك هو طريقة واحدة فقط لتجربة الابتهاج. ويقول الملك سليمان ــ منذ زمان طويل ــ بأنّ الابتهاج يمكن أن يفعل الكثير مِن الخير مثل الدّواء "القلب الفرحان يطيّب الجسمَ، والرّوح المنسحقة تجفّف العظم" (أمثال 17: 22).
إرسال تعليق